کد مطلب:142622 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:272

ذکر الخبر عن ذلک
ذكر محمد بن عمر أن عمرو بن سعید بن العاص الأشدق قدم المدینة فی رمضان سنة 60 فدخل علیه أهل المدینة فدخلوا علی رجل عظیم الكبر مفوه قال محمد ابن عمر حدثنا هشام بن سعد عن شیبة بن نصاح قال كانت الرسل تجری بین یزید ابن معاویة و ابن الزبیر فی البیعة فحلف یزید أن لا یقبل منه حتی یؤتی به فی جامعة و كان الحارث بن خالد المخزومی علی الصلاة فمنعه ابن الزبیر فلما منعه كتب یزید الی عمرو بن سعید أن ابعث جیشا الی ابن الزبیر و كان عمرو بن سعید لما قدم المدینة ولی شرطته عمرو بن الزبیر لما كان یعلم ما بینه و بین عبدالله بن الزبیر من البغضاء فأرسل الی نفر من أهل المدینة فضربهم ضربا شدیدا قال محمد بن عمر حدثنی شرحبیل بن أبی عون عن أبیه قال نظر الی كل من كان یهوی هوی ابن الزبیر فضربه و كان ممن ضرب المنذر بن الزبیر و ابنه محمد بن المنذر و عبدالرحمن بن الأسود بن عبد یغوث و عثمان بن عبدالله بن حكیم بن حزام و خبیب بن عبدالله بن الزبیر و محمد بن عمار بن یاسر فضربهم الأربعین الی الخمسین الی الستین وفر منه عبدالرحمن بن عثمان و عبدالرحمن بن عمرو بن سهل فی أناس الی مكة فقال عمرو بن سعید لعمرو بن الزبیر من رجل نوجه الی أخیك قال لا توجه الیه رجلا أبدا أنكأ له منی فأخرج لأهل الدیوان عشرات و خرج من موالی أهل المدینة ناس كثیر.


و توجه معه أنیس بن عمرو الأسلمی فی سبعمائة فوجهه فی مقدمته فعسكر بالجرف فجاء مروان بن الحكم الی عمرو بن سعید فقال لا تغز مكة واتق الله و لا تحل حرمة البیت و خلوا ابن الزبیر فقد كبر هذا له بضع و ستون سنة و هو رجل لجج [1] والله لئن لم تقتلوه لیموتن فقال عمرو بن الزبیر والله لنقاتلنه و لنغزونه فی جوف الكعبة علی رغم أنف من رغم فقال مروان والله ان ذلك لیسوءنی فسار أنیس بن عمرو و الأسلمی حتی نزل بذی طوی و سار عمرو بن الزبیر حتی نزل بالأبطح فأرسل عمرو بن الزبیر الی أخیه بریمین [2] الخلیفة و اجعل فی عنقك جامعة من فضة لا تری و لا یضرب الناس بعضهم بعضا و اتق الله فانك فی بلد حرام قال ابن الزبیر موعدك المسجد فأرسل ابن الزبیر عبدالله بن صفوان الجمحی الی أنیس بن عمرو من قبل [3] ذی طوی و كان قد ضوی الی عبدالله بن صفوان قوم ممن نزل حول مكة فقاتلوا أنیس بن عمرو فهزم أنیس بن عمرو أقبح [4] هزیمة و تعوق عن عمرو جماعة أصحابه فدخل دار علقمة فأتاه عبیدة بن الزبیر فأجاره ثم جاء الی عبدالله بن الزبیر فقال انی قد أجرته فقال أتجیر من حقوق الناس هذا ما لا یصلح قال محمد بن عمرو فحدثت هذا الحدیث محمد بن عبید بن عمیر فقال أخبرنی عمرو بن دینار قال كتب یزید بن معاویة الی عمرو بن سعید أن استعمل عمرو بن الزبیر علی جیش و ابعثه الی ابن الزبیر و ابعث معه أنیس بن عمرو قال فسار عمرو بن الزبیر حتی نزل فی داره عند الصفا و نزل أنیس بن عمرو بذی طوی فكان عمرو بن الزبیر یصلی بالناس و یصلی خلفه عبدالله بن الزبیر فاذا انصرف شبك أصابعه فی أصابعه و لم یبق أحد من قریش الا أتی عمرو بن الزبیر و قعد عبدالله بن صفوان فقال مالی لا أری عبدالله بن صفوان أما والله لئن سرت الیه لیعلمن أن بنی جمح و من ضوی الیه [5] من غیرهم قلیل فبلغ عبدالله بن صفوان كلمته هذه فحركته فقال لعبد


الله بن الزبیر انی أراك كأنك ترید البقیا علی أخیك فقال عبدالله أنا أبقی علیه یا أباصفوان والله لو قدرت علی عون الذر علیه لاستعنت بها علیه فقال بن صفوان فأنا أكفیك أنیس بن عمرو فاكفنی أخاك قال ابن الزبیر نعم فسار عبدالله بن صفوان الی أنیس بن عمرو و هو بذی طوی فلاقاه فی جمع كثیر من أهل مكة و غیرهم من الأعوان فهزم أنیس بن عمرو و من معه و قتلوا مدبرهم و أجهزوا [6] علی جریهم و سار مصعب بن عبدالرحمن الیعمرو و تفرق عنه أصحابه حتی تخلص الی عمرو بن الزبیر فقال عبیدة بن الزبیر لعمرو تعال أنا أجیرك فجاء عبدالله بن الزبیر فقال قد أجرت عمرا فأجره لی فأبی عبدالله أن یجیره و ضربه بكل من كان ضرب بالمدینة و حبسه بسجن عارم قال الواقدی قد اختلفوا علینا فی حدیث عمرو بن الزبیر و كتبت الی كل ذلك.

حدثنی خالد بن الیاس عن أبی بكر بن عبدالله بن أبی الجهم قال لما قدم عمرو بن سعید المدینة والیا قدم فی ذی القعدة سنة 60 فولی عمرو بن الزبیر شرطته و قال قد أقسم أمیرالمؤمنین أن لا یقبل بیعة ابن الزبیر الا أن یؤتی به فی جامعة فلیبر یمین أمیرالمؤمنین فانی أجعل جامعة خفیفة من ورق أو ذهب و یلبس علیها برنسا و لا تری الا أن یسمع صوتها و قال:



خذها فلیست للعزیز بخطة

و فیها [7] مقال لامری ء متذلل



أعامر ان القوم ساموك خطة [8]

و مالك فی الجیران عدل معذل



قال محمد و حدثنی ریاح بن مسلم عن أبیه قال بعث الی عبدالله بن الزبیر عمرو بن سعید فقال له أبوشریح لا تغز مكة فانی سمعت رسول الله صلی الله علیه و سلم یقول انما أذن الله لی فی القتال بمكة ساعة من نهار ثم عادت كحرمتها فأبی عمرو أن یسمع قوله و قال نحن أعلم بحرمتها منك أیها الشیخ فبعث عمرو جیشا مع عمرو و معه أنیس بن عمرو الأسلمی و زید غلام محمد بن عبدالله بن


الحارث بن هشام و كانوا نحو ألفین فقاتلهم أهل مكة فقتل أنیس بن عمرو و المهاجر مولی القلمس فی ناس كثیر و هزم جیش عمرو فجاء عبیدة بن الزبیر فقال لأخیه عمرو أنت فی ذمتی و أنا لك [9] جار فانطلق به الی عبدالله فدخل علی ابن الزبیر فقال ما هذا الدم الذی فی وجهك یا خبیث فقال عمرو.



لسنا علی الأعقاب تدمی كلومنا [10]

ولكن علی أقدامنا یفطر الدما



فحبسه و أخفر عبیدة و قال أمرتك أن تجیر هذا الفاسق المستحل لحرمات الله ثم أقاد عمرا من كل من ضربه الا المنذر و ابنه فانهما أبیا أن یستقیدا و ماتا تحت السیاط قال و انما سمی سجن عارم لعبد كان یقال له زید عارم فسمی السجن به و حبس ابن الزبیر أخاه عمرا فیه قال الواقدی حدثنا عبدالله بن أبی یحیی عن أبیه قال كان مع أنیس بن عمرو ألفان (و فی هذه السنة) وجه أهل الكوفة الرسل الی الحسین علیه السلام و هو بمكة یدعونه الی القدوم علیهم فوجه الیهم ابن عمه مسلم بن عقیل بن أبی طالب رضی الله عنه [11] .



[1] رجل لجوج: أي متردد امعه، يقال الحق أبلج و الباطل لجلج.

[2] بريمين الخليفة: أن كن بارا به صادق الوفاء له.

[3] من قبل: بكسر القاف و فتح الباء أي من ناحية.

[4] كذا وردت في بعض النسخ و الأصح بدون واو.

[5] من ضوي اليه: أوي اليه.

[6] وردت في الأصول (و أجازوا) و هذا تحريف و الأصح ما أوردناه.

[7] شطر البيت الثاني من بحر الطويل و كذلك البيت الثاني من بحر الطويل ولكن الشطر الأول من البيت الأول من بحر الكامل و هذا يقتضي أن يزيد حرفا في أوله فيصبح من الطويل فيقول (و خذها) بدلا من خذها فيتحول من الكامل الي الطويل.

[8] ساموك خطة: أي أولوك اياها و أرادوك عليها.

[9] و أنا لك جار: أي مجير و ناصر. و ان لم نعثر في مراجع اللغة علي هذا الاشتقاق فربما يكون قصد به (جار) من الجوار.

[10] الكلام: جمع مفرده كلم و هو الجرح. و تجمع أيضا علي كلوم.

[11] راجع مروج الذهب للمسعودي (68 -67: 3) ط. دار المعرفة.